Wednesday, September 21, 2016

عن أبي ريتا وشيخ العشيرة الجرماني

لا أذكرُ كيف تعرّفتُ الى عسّاف العسّاف فايسبوكياً. الأرجح أننا التَقينا أواسط العام 2011 أو أواخره لكثرةِ الصداقات المشتركة، الواقعية والافتراضية، التي أتاحت لِـ"لايكاتنا" وتعليقاتنا أن تتقاطع تحت هذا البوست أو ذاك. لكنّني أذكر جيداً أنّني تنبّهت يوماً الى ما يكتب صاحب هذا الإسم الذي خلتُه لفترةٍ مستعاراً، فرحت أتابعه وأُطلّ من صفحته على نُتفٍ من أخبار الحياة الدمشقية التي يرويها بخفّة ظلّ وسخرية مريرة.

Saturday, September 10, 2016

جغرافيا الصراع في سوريا وديناميّات المناطق الخمس

نُشرَت هذه الورقة في "مركز الجزيرة للدراسات"، وهي تقريرٌ حول أحوال سوريا الميدانية والسياسية حتى الأول من أيلول/سبتمبر 2016، وقراءة في جغرافيا الصراع فيها وعليها وديناميّاته المناطقية

ملخّص تنفيذي

تتسارع التطورات الميدانية في سوريا، وتتسارع معها التطوّرات السياسية، من دون أن يعني ذلك حدوث تغييرات جذريّة في المقاربات الدولية والإقليمية لِسُبل حلّ الصراع المُحتدِم فيها.
وشهد شهرا تموز/يوليو وآب/أغسطس 2016 معارك عنيفة في مدينة حلب بدأت بنجاح نظام الأسد وحلفائه مدعومين بالطيران الروسي بتطويق الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها قوى المعارضة في المدينة، وانتهت بتمكّن القوى الأخيرة من فكّ الطوق مؤقّتاً عن تلك الأحياء وفتح جبهات قتال جديدة في جنوب المدينة وغربها (عاد النظام وحلفاؤه وتقدّموا فيها). وتلى معارك حلب تصعيدٌ في قصف النظام لداريّا قرب دمشق ولحيّ الوعر في حمص ولمناطق عدّة شارك الطيران الروسي أيضاً في قصفها. وأدّى الأمر بعد سنوات حصار أربع الى تهجير كامل من تبقّى من سكّان داريّا وخروج المقاتلين وفق اتّفاقٍ قام مفهومه – كما حصل في حمص القديمة في السابق وكما في الزبداني – على إفراغ مدنٍ أو مناطق من سكّانها بعد إخضاعهم جوعاً وقتلاً من دون تدخّلٍ من الأمم المتّحدة ووسيطها.
على أن التطوّر الميداني الأبرز الذي حصل في الأسبوع الأخير من شهر آب/أغسطس كان دخول مدرّعات وقوات خاصة تركية الى داخل الأراضي السورية في ظلّ إسنادٍ جوي لدعم قوّات من "الجيش الحر" في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" في جرابلس بغية طرده منها ومن الشريط الحدوديّ مع تركيا غرب نهر الفرات، وبغية دحر الميليشيات الكردية وحلفائها من مناطق سبق وتمدّدت فيها بغطاء جوّي أميركي في الأشهر الأخيرة غرب النهر أيضاً.
جاء هذا التطوّر في لحظة إعادة تموضع سياسي تركي تبِع محاولة الانقلاب الفاشلة في أنقرة، تصالحت فيها تركيا مع روسيا وضاعفت اتصالاتها مع إيران واستقبلت نائب الرئيس الأميركي الذي شهدت العلاقات مع بلاده توتّراً لأسباب سورية – كردية ونتيجة موقف واشنطن الملتبس من محاولة الانقلاب ومن المُتّهم من أنقرة بالوقوف وراءها، الداعية فتح الله غولن.
في المحصّلة، بدا المشهد السوري مع نهاية فصل الصيف السادس التالي لبدء الثورة السورية في آذار/مارس 2011 مُقبلاً على تحوّلات ميدانية في شمال البلاد قد تُوسّع من سيطرة المعارضة السورية الترابية فيه برعاية تركية، مقابل تعزيز النظام مدعوماً بحلفائه لسيطرته على المناطق المتاخمة للعاصمة دمشق، في وقت بردت فيه الجبهة الجنوبية وبدا أن قراراً دولياً وديناميات محلية تَحُول دون التصعيد العسكري فيها الذي لو حصل لخفّف العبء عن مناطق عدّة.
وهذا كلّه يُحيل الى خلاصةٍ مفادها ميلٌ دولي لتجميد بعض الجبهات و"تلزيم" جبهات أُخرى لقوى إقليمية أو غضّ النظر عن تدخّلها فيها مقابل مساهمتها في ضرب "داعش" وتقليص مساحات انتشارها. أما الحلّ السياسي الجدّي المرتبط بانتقال السلطة في دمشق ووقف جميع الأعمال الحربية، فيبدو أنه ما زال بعيداً.