Wednesday, August 3, 2016

عن حلب وملحمتها

ملاحظاتي الثلاث حول مُجريات الأمور في حلب، ضمن تقرير جريدة "المصري اليوم" الذي أعدّه رضا غنيم. لقراءة التقرير كاملاً، يمكن الضغظ هنا.

أوّلاً: بالنسبة لما يسمّيه الروس ونظام الأسد "ممرّات إنسانية"
هذه الممرّات، بالشكل المطروح هي بالواقع "ممرّات غير إنسانية"، فالممرّات الإنسانية والممرّات الآمنة، تكون بالاتجاهين، وتسمح بإدخال الأغذية والأدوية الى المناطق المحاصرة. أما الممرات المُقترحة من الروس والأسد فهي ممرّات لإخراج السكان من الأحياء الشرقية لحلب، أي هي ممرّات لتشريدهم ولصناعة المزيد من المهجّرين واللاجئين السوريّين. وفوق ذلك، لا يوجد سابقة واحدة في السياق السوري تسمح للمواطنين بالثقة في أن خروجهم من الحصار عبر مناطق يسيطر عليها النظام وحلفاؤه سيكون آمناً. فهم يعرفون جيداً من تجاربهم أنهم قد يكونون عرضةً للقنص أو الاعتقال والتنكيل، كما سبق وجرى في حمص، وكما جرى في بعض مناطق ريف دمشق.
الاقتراح الروسي – الأسدي المُروّج له إذاً ليس "إنسانياً"، وهو استمرار لانتهاك قرارات الأمم المتّحدة، لا سيّما القرار 2139 الصادر في 21 فبراير 2014 والقاضي برفع الحصار عن السكان المدنيّين والتوقّف عن انتهاك القانون الدولي الإنساني؛ وهدفه الفعلي هو الادّعاء لاحقاً أن مقاتلي حلب هم من يمنعون أهلهم من الخروج من بعض أحياء المدينة المحاصرة ويتّخذونهم رهائن، وبالتالي لا مفرّ من إطباق الحصار عليهم ومحاولة اجتياح ما تبقّى من مناطق يسيطرون عليها.