Wednesday, December 31, 2014

مخيّم اليرموك: مآسي السوريّين والفلسطينيّين مجتمعة

"أنا مريض. مِتنا جوع. وَدّونا عند اليهود. أنا معي هويّة يو-أن. أنا من الـ48... أنا زلمي لاجئ من الـ48... أخدولي أربع أولاد. مو حرام؟ والله حرام. هيدا ظلم".
هذا ما يردّده بتعبٍ ووجعٍ مُسنٌّ فلسطيني محنيّ الظهر، أمام جمع من الناس في مخيّم اليرموك جنوب دمشق. وهذا ما يُلخّص مأساة مخيّمٍ فيه من أهوال المعاناة السورية والفلسطينية ما لا قدرة (في أحيانٍ كثيرة) على تصديق حدوثه اليوم، في العام 2014، على مرأى العالم ومسمعِه (رابط فيديو المُسنّ الفلسطيني هنا). 
فمخيّم اليرموك، أكبر المخيّمات الفلسطينية في سوريا، يتعرّض منذ حزيران 2011 لأبشع ممارسات النظام الأسديّ الفاشية. وقد تحوّلت هذه الممارسات بدءاً من أواخر تموز 2013 الى حرب إبادة، قصفاً وقنصاً وقتلاً لعشرات المعتقلين من أبنائه تحت التعذيب في سجون النظام وفي فرع مخابراته الشهير، "فرع فلسطين"، وحصاراً تجويعيّاً على من تبقى من سكّانه والمهجّرين إليه.

Thursday, December 25, 2014

الرئيس السابق إذ لا يجد له خلفاً

ذكرتُ مرّةً أن لبنان هو الجمهورية الوحيدة في المنطقة العربية التي يمكن لعبارةٍ من نوع "الرئيس السابق" أن تُستخدم فيها ويكون المعنيّ حياً يرزق وغير معتقل، إذ لا رؤساء أحياء سابقين في الجمهوريات العربية بل قتلى أو راحلين (أي أنهم استمرّوا في مواقعهم الى أن وافتهم المنيّة)، أو في أفضل الأحوال مخلوعين منفيّين أو مسجونين (أو في الإقامة الجبرية).
واليوم يمكن القول إن تونس صارت الاستثناء العربي الثاني. فقد صار لها رئيس سابق هو المنصف المرزوقي الذي حملته الثورة العام 2011 الى الرئاسة، قبل أن يخسرها بفارق عشر نقاط أمام منافسه الباجي السبسي في الدورة الثانية التي جرت قبل يومين.

مِن مفارقات التراجيديا السورية

كتب كثيرون من الزملاء تعليقاتٍ في وسائل التواصل الاجتماعي على فرحة معارضين سوريّين مدنيّين بسقوط أكبر قاعدتين لنظام الأسد في وادي الضيف والحمدانية في ريف إدلب في قبضة «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام». وتفاوتت المواقف بين الترحيب بفرحة المعارضين المعنيّين أو تفهّم أسبابها، واستنكارها أو التحذير من مؤدّيات استبدال استبدادٍ بآخر، نظراً الى تجارب سابقة في محافظة الرقّة حيث انتهت السيطرة بعد انكفاء النظام الى «النصرة» ثم «داعش»، أو حتى في بعض المناطق الإدلبية المحرّرة نفسها حيث سعت «النصرة» الى إلغاء سواها من قوى عسكرية وسياسية.

Wednesday, December 17, 2014

الحرب الإقتصادية على روسيا

لا يمكن توقّع انهيار الاقتصاد الروسي قريباً ولا يمكن الحديث كذلك عن انهيار مالي روسي وشيك. فثمة احتياطي نقدي بالعملة الأجنبية لدى المصرف المركزي في موسكو يقدّر بـ350 مليار دولار، وثمة ثروات نفطية وغازية ومعدنية وخشبية وصناعات عسكرية وموارد زراعية وحيوانية وسمكية تحصّن روسيا وتجعلها الاقتصاد التاسع في العالم.
لكن ما يمكن توقّعه في الأشهر المقبلة هو أزمات اقتصادية ومالية روسية خانقة، بدأت ملامحها تظهر هذا الخريف، وهي مرشّحة للتفاقم وللتحوّل عنصرَ وهنٍ يصعب ألّا تكون له مع الوقت آثار سياسية، خاصة أن منشأها هو بشكل أساسي سياسي، خارجي.

Wednesday, December 10, 2014

الخطف والمسؤولية في لبنان

يعيش لبنان منذ أسابيع توتّراً تضبط إيقاعه ومضاعفاته جريمة خطف ذهب ضحيّتها عدد من عناصر قواه الأمنية النظامية على يد مسلحّين من فصائل إسلامية وجهادية تقاتل في سوريا. فالجريمة المذكورة، بمستوياتها المتعدّدة، تظهّر مدى هشاشة "الدولة" اللبنانية بمؤسّساتها التي ما زالت قائمة.

Sunday, December 7, 2014

عام على اختطاف رزان وسميرة ووائل وناظم

هناك مئات الآلاف من المعتقلين والمخطوفين والمفقودين في سوريا، يقبع معظمهم في سجون النظام في ظروف مروّعة، ويستحقَ كلّ واحد منهم وكلّ واحدة منهنّ تضامناً واستذكاراً يومياً ومطالبةً باستعادة الحرّية. على أن هناك أكثر من سبب يجعل من حالة خطف رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم الحمادي وجعلهم في عداد مئات الآلاف المذكورين، حدثاً إستثنائيّ الخطورة وأمراً ذا دلالات تتخطّى الخطف المروّع نفسه وجريمة الاحتجاز.


السبب الأول، عمل المخطوفين وأدوارهم السياسية والثقافية والاجتماعية وسيَرهم الشخصية وكتاباتهم التي جسّدت جميعها أجمل ما في الثورة السورية من شجاعة وعزم ومسؤولية وتوثيق للأحداث ودفاع عن المعتقلين وعن قضية الحرّية والكرامة الإنسانية في سوريا؛ هذا إضافة الى كونهم من المعارضين الأكثر مصداقية للنظام منذ سنوات طويلة سبقت الثورة نفسها (وقد دفعت سميرة سنوات من عمرها في سجون الأسد الأب).
السبب الثاني، مكان الخطف والجهة المسؤولة عنه. فالخطف حصل في كبريات مدن الغوطة وأحد معاقل الحراك الثوري منذ مارس 2011، دوما. وإليها لجأت رزان وسميرة ومعهما وائل وناظم بحثاً عن الأمان وعن مشاركة أهلها تجربتهم مع التحرّر من النظام والتعرّض في نفس الوقت لحصاره وقصفه، وسعوا من خلال عملهم الى تعزيز المجتمع المحلّي ودعم هيئاته. والمسؤولية عن هذا الخطف تقع على عاتق فصيل عسكري (جيش الإسلام) يقاتل النظام على أكثر من جبهة، ويتولّى الأمن في معظم الغوطة، وإن لم يكن عناصره من الخاطفين، فتقصيرهم في أي حال كبير يبلغ حدّ التواطؤ إذ لم يقوموا بأي تحقيق جدّي بحثاً عمّن ظنّهم شركاء تجربة ثورية وأسلمهم أمنه.
السبب الثالث، استمرار احتجاز الأربعة بعد سنة تقريباً على اختطافهم، وتباطؤ المساعي للإفراج عنهم. ويُسجّل هنا فتور ردّات فعل أطراف المعارضة السورية الرسمية، وانتفاء المبادرات لدى الحكومات والهيئات الإقليمية والجماعات غير الحكومية التي تموّل معظم القوى الإسلامية السورية المقاتلة، والتي يمكنها الضغط من أجل الإفراج عن المعتقلين.

لهذه الأسباب ولغيرها، لا مبالغة في القول إن خطف رزان وسميرة ووائل وناظم في منطقة محرّرة من احتلال النظام ومن "داعش" وإخفائهم لمدّة عام حتى الآن هو من أبشع ما اقتُرف من ممارسات في الثورة وضدّها، وإن المطالبة بالأفراج الفوري عنهم تبقى أولويّة الأولويات.
زياد ماجد

السفير السوري في لبنان

بعد أن كان الشارع المحاذي لسفارته في منطقة رأس بيروت ساحة ضرب بالعصي والسكاكين يمارسها رعاعٌ من حرس السفارة اللبنانيّين والسوريّين ومن أحزاب موالية لنظام الأسد ضد المتظاهرين والمعتصمين استنكاراً للمجازر في سوريا، وبعد أن اتُّهم أمنه بخطف مواطنين سوريّين من لبنان وإدخالهم الى الأراضي السورية حيث اختفوا تماماً، انتقل السفير علي عبد الكريم علي وطاقم سفارته الى منطقة اليرزة، ليستأنفوا من هناك أنشطتهم وسط صمت أو تواطؤ رسميّ لبناني.