Wednesday, June 25, 2014

آباء داعش

ليس تنظيم "داعش" جديداً في المنطقة، ولا هو تعبير مستجدّ عن أزمات تصيب مجتمعات في لحظة تحوّلات أطلقتها الثورات العربية فيها أو في جوارها.
"داعش" هو على العكس من ذلك، إبنٌ لأكثر من أب ونتاج لأكثر من مرضٍ منتشر منذ أمدٍ، وما طفرته اليوم إلاّ نتيجة تفاقم الصراعات التي تسبّب بها الآباء هؤلاء، منهم بعد موتهم، ومنهم في ما يتبقّى من حياتهم.

فارسٌ إذ نافس ابن الطاغية

استقطب خبر إفراج النظام السوري قبل أيام عن الرياضي الفارس عدنان قصّار على اهتمام وسائل الإعلام. ذلك أن الرجل أمضى واحداً وعشرين عاماً في سجون آل الأسد لسبب وحيد: غيرة باسل الأسد منه لكونه تفوّق عليه في رياضة الفروسية وفي إحراز النقاط في المسابقات وفي قيادة الفريق السوري في اللعبة المذكورة.

Wednesday, June 11, 2014

رصاص أسديّ في بيروت

ماذا يعني أن تشهد بعض أحياء بيروت إطلاق نار كثيف احتفاءً بتجديد بشار الأسد البيعة لنفسه بعد أن قتل نظامه خلال ثلاث سنوات وثلاثة أشهر حوالي مئتي ألف مواطن سوري وجرح واعتقل وهجّر حوالي عشرة ملايين آخرين؟
الإجابات متعدّدة، والمشترك فيها يرتبط بالبعد الأخلاقي للموضوع وما يظهّره من انحطاط في سلوك المحتفين ومن رياءٍ في ابتهاجهم وكأنه ناجم عن فوزٍ لمرشّحهم في انتخابات رئاسية.
أما في السياسة، فعدّت معظم الإجابات أن النيران المفتوحة دليل على استمرار نفوذ الأسد في لبنان بعد تسع سنوات على انسحاب جيشه منه ورغم المقتلة المستمرّة داخل سوريا. 
الفقرات التالية ردّ على الإجابات السياسية المذكورة، واعتبار أن إطلاق النار إنّما هو دليل حسّيّ على نهاية الحقبة الأسدية في لبنان منذ سنوات وليس العكس. 

Thursday, June 5, 2014

سمير قصير وانتخابات الدم

يوم واحد يفصل بين الذكرى التاسعة لاغتيال المؤرّخ والصحافي والناشط السياسي سمير قصير في بيروت وبين الانتخابات المهزلة التي ينظّمها قاتله في دمشق. يوم واحد بين ذكرى أليمة لم تعد الحياة لعائلة قصير وأصحابه ورفاقه هي نفسها من بعدها، وبين تجديد القاتل لولايته وسط بحر من الدماء النازفة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

المسيحي القوي؟

يتزايد عند كل استحقاق انتخابي لبناني استخدام معظم السياسيين والعديد من الإعلاميين لمقولات وكأنّها بديهيّات، في حين أن لا شيء واضحاً فعلياً في معانيها ومؤدّياتها.
من هذه المقولات الرائجة مؤخّراً مثلاً، مقولة "الحاجة الى مسيحي قوي" في رئاسة الجمهورية. وهي إذ تبدو مألوفة في لحظة انتخاب مفترض للرئيس، لا يشير التدقيق فيها الى أي وضوح، إذ لا معنى محسوماً لأسباب الحاجة الى القوة أو لمصادر الأخيرة وخصائصها، وما قد ينجم عنها. 

رزان وسميرة ووائل وناظم: الخطف المُطلق

في 9 كانون الأول/ديسمبر الفائت، هاجم مسلّحون "مركز توثيق الانتهاكات" في مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، وخطفوا أربعة من المسؤولين عنه: المحامية والكاتبة رزان زيتونة، الناشطة والمعتقلة السياسية السابقة في سجون النظام السوري سميرة الخليل، الناشط والمعتقل السابق وائل حمادة، والمحامي والشاعر ناظم حمادي. ومنذ ذلك اليوم لم يُعرف عن المخطوفين الأربعة شيء، ولم يُعلن طرف مسؤوليّته عن عمليّة الخطف أو يطالب بمقايضة أو بأمر يُفضي الى إطلاق سراحهم.

ملاحظات سريعة حول العنصرية ضد اللاجئين السوريّين

ليس في تعبير بعض السياسيين و"المسؤولين" عن العنصرية جدّة في لبنان اليوم. فقد سبق للأخيرة أن استهدفت فلسطينيين وعرباً وأفارقة وآسيويين. كما استهدف شكل من أشكالها لبنانيين من المناطق الطرفية شمالاً وجنوباً وبقاعاً في حقبة سابقة على الحرب الأهلية ومواكِبة لأولى سنواتها.
لكن ثمة جديداً في تجلّياتها الحالية واستهدافها للسوريين على نحو خاص. ولجديدها هذا ثلاث خصائص على الأقل.