Tuesday, February 26, 2013

إستهزاء

يقول مثقّفون إيطاليون إن واحداً من أبرز العوامل التي ساعدت سيلفيو برلوسكوني على البقاء في السلطة فترة طويلة، ثم على "الصمود" في الحياة السياسية رغم فضائحه ومواقفه المخزية، هو اكتفاء كثرة من الإيطاليّين بالإستهزاء به، مستكثرين عليه المعارضة رافضين اعتباره ندّاً أو خصماً جدّياً يخوضون المواجهات معه، ومنكفئين عن الساحة السياسية المتروكة له ولآلته الإعلامية ولأحزاب مترهّلة أو متشقّقة عاجزة عن مقارعته.

Thursday, February 21, 2013

حزب الله في سوريا

دخل حزب الله في تموز الماضي الحرب عسكرياً في سوريا. قرّر (أو قُرّر له) الانخراط في معركة تخوضها ثلاثة أطراف في مواجهة الثورة السوريّة:
- النظام الأسدي الذي يَعتبر منذ 43 عاماً أن البلاد تراباً وبشراً ملك عائلي مستعدّ للقتل والقتال حتى فنائها رفضاً للتخلّي عنها.
- روسيا التي تسعى بواسطة الأسد للعودة الى الساحة الدولية كقوّة لا يمكن تجاوزها بعد تكاثر نكساتها وبعد سلسلة مواجهات لم يكن بوسعها المشاركة فيها أو الحيلولة دون وقوعها: حرب العراق الأولى، حروب يوغوسلافيا السابقة، حرب العراق الثانية، ثم التدخّل العسكري الأطلسي في ليبيا.
- إيران التي ترى في خسارة الحليف الأسدي إضعافاً كبيراً لها وضرباً لقوس تحالفاتها العابر في العراق والمُفضي عبر سوريا الى البحر المتوسّط والى لبنان وحدود إسرائيل حيث قدرة الدفاع عن برنامجها النووي وعن تضخّم دورها الإقليمي.

Friday, February 15, 2013

عن الجيش

لا يمكن لحريص على بناء الدولة في لبنان ألا يكون حريصاً على مناعة مؤسستها العسكرية، الجيش، لما عليها من مسؤوليات احتكار السلاح والدفاع عن الحدود والاستقرار.
في المقابل، لا يمكن لحريص على بناء الدولة ألّا يكون حريصاً أيضاً على إبعاد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات السياسية والطائفية ووضعها كغيرِها من المؤسّسات تحت حكم الدستور والقانون وبأُمرة السلطات السياسية المدنية المنتخبة.
الكلام "البديهي" هذا لا يبدو بديهياً في لبنان منذ زمن. ذلك أن الجيش يتعرّض لضغوط تفرضها الأوضاع السياسية والأمنية السريعة التبدّل. بدأ الأمر أيام هيمنة النظام السوري، حين وَضع الأخير قائد الجيش في مواجهة رئيس الحكومة للحدّ من "تضخّم" نفوذه. وجرى تتويج المواجهة بانتخاب الأول، إميل لحّود، رئيساً للجمهورية بعد تعديل الدستور عام 1998. ثم مُدّد له عام 2004 بعد تعديل إضافي فتح الباب أمام المواجهة السياسية (الكوارثية) الأكبر في مرحلة ما بعد الحرب.

Sunday, February 10, 2013

نفط بعض اليساريّين

يُكثر كتّابٌ وناشطون "يساريّون" لبنانيون من استخدام مصطلح النفط في شتائمهم وسرديّاتهم الهجائية، وفي ادّعائهم استقلالاً عن "المُشتقّات النفطية"، حاصرين الأخيرة بالسعودية.
والحقّ أنّهم نجحوا في تحويل شتم النفط الى ما يُشبه "البرنامج السياسي"، مكتفين بتكراره والتوسّع فيه، معوّضين بذلك عن خوائهم الفكري وعن غياب الأطروحات أو المعلومات أو حتى المواقف في ما يكتبون، ما خلا تردادهم بديهيّات بسماجة قلّ نظيرها.