Thursday, December 27, 2012

المقاتلون في العقود الأخيرة إسلاميون

يمكن القول دون خشية تعميم إن جميع الحركات الأهلية المسلّحة التي نشأت في العالم العربي منذ أواخر السبعينات (أي بعد انتصار الثورة الإيرانية من جهة وانطلاق الجهاد الأفغاني من جهة ثانية) هي حركات إسلامية المرجعية.
فمن لبنان (حزب الله) وفلسطين (الجهاد وحماس) الى مصر (الجهاد والجماعة) والجزائر (الجيش الاسلامي للإنقاذ) وصولاً الى العراق، لم ينشأ تنظيم مسلّح واحد (خلال تمرّد على سلطة أو نزاع أهلي أو قتال مع إسرائيل أو مع الأميركيين)، ولم تتحوّل قوة سياسية الى العسكرة إلّا بهويّة أو شعارات إسلامية. أمّا من كان من الأحزاب اليسارية والحركات الوطنية يملك أجنحة عسكرية، فقد انكفأ عن العمل المسلّح إبتداءً من منتصف الثمانينات، وانتهى حضوره تماماً في التسعينات بعد تلاشي الدعم الخارجي (السوفياتي) له وضمور جمهوره وتعرّضه للقمع والتهميش. ولم تشذّ عن هذه القاعدة سوى حركة فتح (ومعها بعض التنظيمات الفلسطينية).

Tuesday, December 18, 2012

حجم حزب الله

يُعاني حزب الله منذ بدء الثورات العربية من مشكلة كبيرة. مشكلة تتخطّى خسارته لحلقة الوصل السورية بإيران، مركز تسليحه وتجهيزه وتمويله الأبرز. ومشكلة تتخطّى القسمة اللبنانية التي تمنع عنه، رغم كل التحالفات، التمدّد خارج الاجتماع السياسي الشيعي وتُبقيه حزباً لا يمثّل إلّا أكثرية مذهبية واحدة في البلد. 

Tuesday, December 11, 2012

الإسلاميون والمواجهة الممكنة

لم يُطلق الإسلاميّون (أخواناً وسلفيين) ثورتَي تونس ومصر. لكنّهم التحقوا بِهما، ولو طال أمد الثورتين وتحوّلتا الى الكفاح العنيف لصاروا على الأرجح القوّة الإساسية فيهما، لأسباب عديدة منها التنظيمي ومنها التعبوي والعقائدي. في الوقت نفسه، لم يكن من الصعب لحظة انتصار الثورتين تقدير الموقع الأساسي الذي سيلعبه الإسلاميون، وتحديداً الأخوان، في المرحلة التالية لسقوط الاستبداد في البلدين، وخاصة في مصر. فهُم الأكثر امتلاكاً للموارد المادية والأكثر تماسكاً وانضباطاً، وهُم الطرف الوحيد الذي يدّعي حمل مشروع لم يُجرّب في الحكم (بعد تجربة المشاريع القومية والاشتراكية والليبرالية)، وهم من ضحايا الحقبات السابقة، كما أنهم الأكثر انتشاراً أفقياً في المجتمع من خلال الشبكات والنشاطات الدينية والجمعيات الخيرية التي تدور في فلكهم.

Tuesday, December 4, 2012

الإنترنت السوري

إكتشف عشرات ألوف السوريين وأصدقائهم أواخر الأسبوع الماضي أن الفايسبوك والتويتر والسكايب والبريد الالكتروني وسائر ما يوفّره الانترنت من سبل الاتصال الاجتماعي صارت جزءاً حميماً وضرورياً في يوميّاتهم، وأن انقطاعها ليومين أو ثلاثة يعني انقطاعهم عن بعضهم وعن العالم، وانحباس أنفاسهم وكأن سجناً أوصد أبوابه على مَن هم في الداخل السوري، أو نفياً مضاعفاً أبعَدَ من هم في الخارج ويَتّمهم.