يبدو النظام السوري اليوم، بعد واحد وعشرين شهراً من الثورة، مزيجاً من "الدولة البربرية" (مثل ما أسماه ميشال سورا قبل ثلاثة عقود) و"الدولة المعلّقة".
فَهو فقد كامل سلطته الرمزية في المجتمع، وفقد معها كل ما بناه على مدى 42 عاماً من ثقافة عبادة الفرد. كما فقد قدرته على إلزام الناس بشروط الطاعة، أو التظاهر بها خوفاً من العقاب. وفقد فوق ذلك المقدرة على التلويح بالعنف أو حصر استخدامه الشديد موضعياً لتعميم الرعب منه وفرض الردع وتعميمه على باقي المواضع من خلاله، بعد أن سبق ودفع على مدى أشهر بكلّ ما عنده من نيران وتدمير، ولم يفلح في وقف تقدّم أعدائه او تقليص رقع انتشارهم أو حتى ابتزازهم ليرتدعوا.