تعبّر
تغطية تلفزيون "الدنيا" لمجزرة داريا في سوريا، في ما هو أبعد من الغباء
والانحطاط الأخلاقي المعهودَين، عن ساديّة جرميّة جمعت جنوداً وشبّيحة بصحافيين ومصوّرين.
فالكاميرا
التي تجوّلت برفقه مقاتلي النظام بين جثث ضحاياهم وجرحاهم والناجين من طلقاتهم وحرابهم
لم تكن تبحث عن توثيق أو تغطية أو روايةٍ لقصصِ موت ونجاة. كانت تريد إذلال القتلى
وقهر الناجين. كانت تستكمل جريمة النظام، وكأنها تحمل سلاحه وتواصل إطلاق النار أو
التهديد بإطلاقه على الوجوه والأجساد المعروضة في لحظة ضعفها الانساني الاستثنائي،
أمام أعين محقّقين وشامتين وصامتين ومذهولين.