Tuesday, July 26, 2011

من وحي الثورة - 3

يزداد ارتباك بعض اللبنانيين تجاه الوضع في سوريا بعد تصاعد الثورة وتمنّعها على القهر رغم بربرية النظام في التعامل معها ورغم الصمت العربي والدولي المشين تجاهها.
واللبنانيون هؤلاء، درجوا على ادّعاء نزاهة واستقامة في المواقف لا هوادة فيها. فإذا بهم مع انطلاق الانتفاضات في درعا ثم بانياس ودوما يختبئون في صمتهم تجاه ما يجري خلف إسلامية مزعومة للتحرّك تارة وخلف صمت لبنانيين آخرين تجاه ما جرى في البحرين من قمع شنيع تارة أخرى، وخلف مشاريع إمبريالية تدير الدفّة أو أدوار منسوبة لشخصيات سورية من ماض بائد تارات وتارات. وقد كان رهانهم، كما ذكر أحدهم في آذار الماضي، أن تُخمَد الثورة بسرعة. ظنّوا أن حرجهم لن يدوم أكثر من أيام أو أسابيع تَخنق فيها أجهزة السلطة السورية الحراك الشعبي، فيطوون صفحة الحرج ويعودون الى ممارسة تبجّحهم بالثورة المصرية وبالربيع العربي و"أزهاره" (رغم أن لا شبه بين ما يُرفع في هذا الربيع من شعارات تكاد تكون محصورة بالحرية والكرامة والمواطنة وبين شعاراتهم ومناطحاتهم الورقية للإمبريالية).

Tuesday, July 19, 2011

من وحي الثورة السورية -2

لا شيء يدفع للكتابة هذه الأيام أكثر من أخبار الثورة السورية. ففيها تتدافع المواضيع وتتكثّف المشاعر، وفيها أيضاً تتجدّد السياسة ويُعاد تعريف الأولويات وتظهير معاني الحرية. الحرية التي يستعدّ السوريون والسوريات لبذل حياتهم في سبيل انتزاعها وفي سبيل تنفّسها وطرد الكابوس الذي أطبق عليهم وعليها.
في ما يلي، خطرات ثلاث من وحي الثورة.

Tuesday, July 12, 2011

من وحي الثورة السورية

تبعث الثورة السورية أملاً جميلاً وتفاؤلاً مبرّراً بانتصار قريب لشموخ الحرية. وهذا في ذاته، يثير كل يوم شعوراً بالاعتزاز والثقة يبدّد قلق مساء الخميس على حجم التحرّكات في اليوم التالي، ولو أنه لا يمنع الحزن والأسى عند وصول أخبار الاعتقالات ورؤية الدماء تسيل غزيرة في الساحات.
في النص التالي، ثلاث ملاحظات سريعة من وحي الثورة.

Tuesday, July 5, 2011

"لايك الحرية"

لعل أبرز ما اخترعه الفايسبوك هو ذاك النقر على رابط "لايك" للتعبير عن إعجاب أو تقدير أو محبّة أو تعاطف أو أخذ علم أو لياقة أو كل ما ورد مجتمعاً. ورابط "اللايك" الصغير هذا يجوز استخدامه تجاه "صفحة" لشخص أو لقضية أو لكتاب أو مناسبة. كما يجوز اللجوء إليه عند الوقوع على صورة أو عقب قراءة تعليق أو نص أو حتى تعليق على التعليق أو النص. وهو يصير بعد أيام من كثرة استخدامه إدماناً، إذ يشعر الواحد برغبة ملحّة بوجوده في حوزته طول الوقت يضغط عليه سراً أو يستلّه فجأة إن أعجبه شيء أو شخص أو صوت أو كلمة أو أمر ما في الطريق أو البيت أو الجامعة أو المقهى أو أي مكان آخر. أكثر من ذلك، يمكن للفرد أن يتخيّل مجتمعاً بحاله مسلّحاً بروابط "اللايك" يضغط عليها يميناً ويسارا، ويطلقها في احتفالات تترجم "ميدانياً" المشتركَ في المشاعر والانفعالات.