Tuesday, December 27, 2011

سُقوط مَقولات

من فضائل الثورة السورية الكثيرة، رغم الجراح والأوجاع، وربّما بسبّبها، أنّها هشّمت مقولات سادت في السياسة العربيّة ومفرداتها منذ عقود، وتحوّل المسّ ببعضها الى ما يُشبِه المُحرّمات.
ويُمكن في هذا الإطار التوقّف سريعاً عند ثلاث منها.

Wednesday, December 21, 2011

فنّ في غمار الثورة السورية

أيقظت الثورات العربية حسّاً إبداعياً وتعبيراً فنّياً يواكب قضايا التحرّر ومواجهة القمع والاستبداد. وقد اتّخذ هذا التعبير من فضاء الانترنت موقع حضورٍ له، فانتشرت الأعمال الفنية، من الموسيقى والأغاني الى الأفلام والفيديو كليب، فالكارياتور والرسم والفن التشكيلي عامة. على أن ما بدأ في تونس مع الكاريكاتور والغرافيتي خاصة، ثم استمرّ في مصر وتصاعد موسيقياً وتصويرياً، اتّخذ في سوريا أبعاداً غير مسبوقة في جمالياتها وسعة خيالها وجوانب السخرية فيها - نادية عيساوي وزياد ماجد. 

شكّل طول أمد الثورة السورية، معطوفاً على المعاناة فيها والشجاعة والمثابرة والتزام عدد كبير من الفنّانين بدعمها فرصة لتطوير أعمال بديعة اتّخذت من مواقع إلكترونية وصفحات فايسبوك ويوتيوب مجالات لها.
وفي هذا ربما ما يُشير الى مقدار من التسامي أو التعالي على الجراح والحزن والمعاناة.
النص التالي الذي نُشر بالفرنسية على موقع ميديا بارت (يوم الاثنين في 19 ديسمبر) لا يدّعي الإحاطة بكل ما ظهر وبرز فنياً منذ انطلاق الثورة السورية، لكنه محاولة لإظهار كمّ رائع من الأعمال وتوجيه التحيّة الى أصحابها. ويعتذر الكاتبان إن سها عنهما أي عمل، وهما على ثقة أن الموضوع يستحق دراسة معمّقة ومزيداً من المتابعة الدقيقة. كما يشيران الى أن سينمائيَّين سوريَّين، أسامة محمد وهالة العبد الله، كتبا أو تناولا موضوع الكاميرا والتصوير في هذه الثورة المستمرة، وتطرّقا الى دور اليوتيوب في بث الصُور وجعل الأفلام "مُلكاً" لأصحابها و"كتّابها - شخصيّاتها".

Tuesday, December 20, 2011

إفلاس

لم يسبق أن شهدت الحياة السياسية اللبنانية بهتاناً يشبه البهتان الذي تعيشه راهناً، إن في مفردات التخاطب وأدبيّاتها، أو في شحّ الأفكار والمشاريع، أو في القضايا المطروحة والمقاربات المُعتمدة تجاهها.
فمن الأحذية ومقاساتها و"شرفها" وما تمثّله من فقر مخيّلة لغوية وثقافية، الى التراشق بين سياسيين ودينيين ومفتين حول مسائل سقيمة، مروراً باستمرار تساقط مفردات التخوين والمؤامرات وما يرافقها من اجترار لفظي وسياسي، وصولاً الى استمرار استصدار القوانين المجحفة بحق المرأة، وانتهاءً بما يبدو تبنّي قوى سياسية ومرجعيات دينية لمشروع قانون انتخاب هو أشبه بنظام ملّة القرن التاسع عشر منه بقوانين الانتخاب في القرن الواحد والعشرين، يستمرّ الانحدار اللبناني، ويبدو بلا فرامل.

Wednesday, December 14, 2011

سوريا والخارج

إكتشف بعض الكتّاب مِمّن أربكهم إجرام النظام السوري لفترة، فاستحوا من الدفاع عنه وصمتوا أو بدوا متعاطفين مع الثورة ضدّه، طوقَ نجاة لهم لِيتملّصوا من شبهة ارتباكهم أو صمتهم أو تعاطفهم المؤقّت السابق. وطوق النجاة هذا يسمّونه "تدخّلاً خارجيّاً". فصاروا يختبئون خلف اكتشافهم لإعلان أفعال ندامة، أو لكتابة مقالات فيها سطران عن استنكارهم لعنف النظام (المفضي خمسة آلاف قتيل وعشرات ألوف الجرحى والمعتقلين والمفقودين والمهجّرين والمختبئين)، وصفحتان لهجاء المعارضة والثورة واتّهامها بالسعي لاستدراج التدخّل الخارجي. أي أن العنف المادي والمعنوي الممارس منذ تسعة أشهر وآلاف ضحاياه يستثيرون فيهم سطرين، وبعض المفردات والألفاظ التي يلجأ إليها الضحايا أو الاجتماعات التي يعقدها ممثّلوهم تتطلّب منهم معلّقات يصِلون في ختامها الى جوهر الموضوع: "نحن لسنا مع الثورة لأنها... تتعامل مع الخارج". وهذا معناه في أحسن الأحوال الحياد بين القاتل والقتيل، وفي أسوئها الانحياز الى القاتل على اعتباره "وطنياً"، أي "داخلياً".

Wednesday, December 7, 2011

إسلاميّون انتخاباً

لم يكن مفاجئاً حصول الإسلاميين ذي المرجعية الأخوانية على 40% من الأصوات في تونس (ممثّلين بحزب النهضة)، و36% في مصر حيث وُلدت حركتهم (ممثّلين بحزب الحرية والعدالة). فالإسلاميون الأخوانيون كانوا على الدوام قوة سياسية وشعبية، وقد غيّبتهم الأنظمة على مدى عقود، فصار لفشلها على معظم المستويات ما يتيح لهم ادّعاء القدرة على تشكيل البديل إن هم حكموا أو سُمح لهم أن يُشاركوا. وهم خاضوا أوّل انتخابات حرّة بعد التغيير في تونس ومصر، وافدين الى السياسة "المباشرة" من خارج النادي الرسمي القائم: نظاماً مُهيمناً ومعارضات ضعيفة (وغير محظورة). وفي هذا ما يُعطيهم براءة ذمة من الماضي ويجعلهم في أعين الكثير من الناخبين "خارج نقد المرحلة المنصرمة". وطبعاً، هم يملكون تنظيماً جعله الشعور بالاضطهاد أشدّ مناقبيّة، ولديهم قدرات مادية وتعبوية هائلة، وشعارات يسيرة الحفظ على نحو يدعّم قدراتهم التنافسية.

Tuesday, November 29, 2011

الثورة السورية والعسكرة


يجهد الناشطون والكتّاب السوريون المشاركون في الثورة، أو الداعمون لها، في الدفاع عن سلميّتها في مواجهة دعوات البعض الى الكفاح المسلّح ضد النظام، بعد أكثر من ثمانية أشهر من المظاهرات والاعتصامات وتحمّل المواطنين والمواطنات القتل والتعذيب بصلابة قلّ نظيرها، وبتصميم على الاستمرار مهما غلت التضحيات حتى الخلاص من الاستبداد وحكم المخابرات.
الأسطر التالية مساهمة في جهدهم من زاوِيتين: زاوية سياسية، وزاوية "نفعيّة".

Wednesday, November 23, 2011

ميدان التحرير

يصعب نسب ما يجري في مصر اليوم الى عدد محدود من العوامل. فالقضايا العالقة التي تعبّئ عشرات ألوف المصريين وتدفعهم الى الشارع عديدة. كما أن المسائل التي تُفضي الى اضطرابات ومظاهرات ومواجهات وقمع وحشي كثيرة. لكن مقاربة عامة لما يدور في القاهرة منذ أشهر، في ما يتخطّى الشعارات السياسية المباشرة المُثارة يمكن أن تُحيلنا الى ثلاثة عناوين كبرى.

Thursday, November 10, 2011

عن "التراجع" اللبناني

يتساءل كثر من اللبنانيين عن أسباب التردّي الذي يصيب بلدهم سياسياً، في وقت تتقدّم مجتمعات عربية عدّة في محيط لبنان المباشر، على رأسها المجتمع السوري، بثبات نحو إنهاء عقود من الاستبداد والظلامية، وفتح صفحات جديدة في تاريخها.
ولعل التوقف عند أربع قضايا يفيد لتفسير التراجع اللبناني الراهن، الذي يبدو استثناءً في المشهد العربي الفائض الحيوية.

Wednesday, October 26, 2011

تدخّل أجنبي؟

يمكن تقسيم المحذّرين من تدخّل خارجي في الشؤون "الداخلية" العربية الى ثلاث فئات.
الأولى، تُؤثر شتم الخارج والتخويف من مطامعه وأهدافه الخبيثة دفاعاً منها عن الأنظمة المُهدّدة بتدخّله، أي تلك التي تُعمل في أبناء وبنات بلادها قتلاً وتعذيباً. وبين المنضوين في الفئة هذه يقبع يساريون وقوميون وإسلاميّون وطائفيّون أقلّويّون متحالفون بأكثرهم مع النظام السوري لأسباب مختلفة، بعضها نفعيّ وبعضها استراتيجي وبعضها ذِمّي، وبعضها الآخر يبدو أشبه بالغيب لكثرة ما نادى بما لا أثر له في عالم اليَقين: "مقاومة إسرئيل وممانعة أميركا". 

Wednesday, October 19, 2011

ثورات لاستئناف الحياة

ليس تفصيلاً أن يستعيد الليبيون في ثورتهم العلَمَ الذي رفعه آباؤهم بعد الاستقلال عام 1951، طارِدين من حاضرهم ومن مُستقبلهم علَم القذافي وأحاديّته اللونيّة التي تُشبه الأحاديّة السياسية (والفردية – العائلية) التي أقامَها بِدءاً من العام 1969، والتي صبغها بالخَضار واعتمدها تسميةً لكتاب تُرّهات ومصادرةً لِساحات ومنشآت طبَعها بقراراته ورمزية التلوين الذي شاءه.

Tuesday, October 4, 2011

اليَمن بين الربيع والحرب

شكّلت عودة علي عبد الله صالح الى اليمن مفاجأة لكثر من المراقبين. فبعد نجاته من عملية اغتيال في 3 حزيران الفائت لم تنجلِ كل ملابساتها بعد، وبعد بقائه فترةً تزيد على الثلاثة أشهر في السعودية للعلاج ثم النقاهة ثم البحث عن مخارج سياسية "للأزمة اليمنيّة"، جاءت العودة لتؤشّر الى تراجع فرص الحلول السلمية في البلاد واتجاه الأمور نحو تصعيد، قد لا يكون أقلّ من حرب أهلية.
ولذلك أسباب عدّة يمكن التوقّف عند أهمّها.

Tuesday, September 27, 2011

عن فلسطين... للنقاش

هناك أربعة مكاسب كبرى للقضية الفلسطينية تحقّقها المعركة الدائرة في الأمم المتّحدة والتي ستُفضي اعترافاً أكيداً بالدولة، في الجمعية العمومية، ولو بعد وقت قد لا يكون قصيراً، وقد يتخلّله أكثر من محاولة بأكثر من مشروع في مجلس الأمن.

Thursday, September 22, 2011

إستثنائية الثورة السورية

يمكننا اليوم، بعد مرور أكثر من ستة أشهر على انطلاق الثورة السورية، استخلاص عدد من العِبر من يومياتها ومن أشكال تعامل النظام معها، للوقوف على مدى استثنائيتها في هذا الربيع العربي.

Thursday, September 15, 2011

كِبرياؤُه مُلامِساً السَماء

"بدّك حرّية ولَك حيوان!؟"
يسألُه الجندي الوضيع مُستهجِناً، وهو يُوسِعه ركلاً وشتما. يأتي صوتُه القبيح متهدّجاً نتيجة الانفعال وحماسة الضرب. الجندي الثاني الذي يصوّرُ المشهد لتخليد الإهانة والتباهي بذِكراها يتصاعد صوته بين الحين والآخر عاطِفاً على الاتهام بطلب الحرّية صفة الخيانة.
"حرّية ولى خايِن!؟"
ويَشي اهتزازُ الكاميرا باندفاعِه، بعد التعجّب المتفجّعِ من الخيانة، للمشاركة في التعذيب.

Tuesday, September 13, 2011

عن خوف الأقلّيات


تعكس مسألة "خوف الأقلّيات"، التي يهجُس بها بعض رجال الدين وعددٌ من القوى السياسية في لبنان ويشهرونها موقفاً تجاه الثورة السورية، ثلاث أزمات.

الأزمة الأولى أخلاقية، إذ إن "الخوف" (أو ادّعاءَه تغطيةً على تعصّب طائفي وكراهية) يدفع القائلين به الى دعم الجرائم وتحميل الضحايا مسؤولية النيران المتدفّقة على صدورهم، بحجّة أن القتَلةَ "مذعورون" والقتلى "متطرّفون" إن انتصروا هدّدوا المنطقة بأكملها، وأقلّياتها خاصةً، باستبدادهم وديموغرافيّتهم. وفي هذا ما يشبه الدعوة للتنكيل بالأكثرية ودعم المنكّلين بها بحجة القلق على المصير إن هي حكمت!

Wednesday, September 7, 2011

فايسبوك سوريا

يفكّر الناس عادة – بعد ذويهم وصحبهم - بما قد يحلّ بمشاريعهم وأوراقهم إن ماتوا قبل ترتيب الجوارير والملفّات، أو قبل إنهاء ما كرّسوا له الوقت والجهود. ومع مجيء الفضاء الافتراضي، صار التفكير يتّجه لأسئلة من نوع: ماذا يجري للإيميل أو للمدوّنات أو للمراسلات السابقة؟ ماذا يحلّ بصفحات الفايسبوك التي بنوا بها وفيها صداقات وراكموا تعليقات وصوراً وروابط تصير أرشيفاً وذاكرة ونتفاً من الحياة؟ هل يمكن توريث الحسابات لِمن بمقدوره المحافظة عليها وإبقائها حيّةً؟ وماذا يجري لكلمات المرور والعناوين التي تُسجَّل هنا وهناك إن لم يتركوها لأحد يستخدمها أو يطفئ غير اللازم منها؟ 

Sunday, September 4, 2011

سوريا لبنانياً

من فضائل الربيع العربي على لبنان، لا سيّما منذ انطلاق فصله السوري، أنه أعاد اللبنانيين الى شيء من "النسبية" التي فقدوها حين ظنّوا لسنوات أنهم محور اهتمام المنطقة والكون أو محور تآمرهما.
ومن فضائله كذلك، أنه عرّى الطبقة السياسية اللبنانية بأكثر مكوّناتها وجعلها تبدو على حقيقتها الباهتة بعد أن أمّنت لها سنوات الصراع الداخلي اللبناني (والإقليمي) أحجاماً أكبر من أجسامها.

Tuesday, August 23, 2011

تفكيك الفخّ الليبي

مع سقوط النظام الليبي، تُطوى صفحة عميد الطغاة العرب، ونرى أنفسنا أمام اكتمال نموذج جديد من نماذج الثورات والانتفاضات في هذا الربيع العربي.
فبعد تونس ومصر حيث تهاوى نظامان أمام مظاهرات واعتصامات سلمية ضخمة، وبعد البحرين حيث نجح النظام في خنق الانتفاضة مؤقتاً والتنكيل بقادتها، وبعد اليمن حيث تستمر المظاهرات والمواجهات ويستمر تداعي السلطة المركزية ولو من دون انهيار النظام واستقالة رئيسه "الجريح" المقيم في السعودية، وبعد سوريا حيث يواصل المنتفضون كفاحهم السلمي ضد أكثر الأنظمة عنفاً ووحشية، تأتي ليبيا بكونها موقعة حسم عسكري تلا انزلاق الثورة من مظاهرات واعتصامات شعبية الى حرب استمرّت أشهراً وانتهت الى انهيار آلة القتال القذافية بعد التدّخل العسكري الأطلسي بموجب قرار أممي.

Tuesday, August 9, 2011

الدم السوري يفرض التغيير

يخوض الشعب السوري منذ أكثر من 130 يوماً ثورة ضد نظام دكتاتوري هو الأعتى والأكثر دموية في المنطقة.
يواجه آلة صمّاء متمرّسة في سفك الدماء، ويصرّ رغم كل المآسي والآلام على سلمية انتفاضته مبتكراً في ظلّها أشكال تعبير سياسي وثقافي وفني وتضامني مدهشة في غِناها، وفي قدرتها على محو آثار عقود من القمع والكبت والخوف ببضع كلمات وشعارات ونشاطات.

Tuesday, August 2, 2011

حزب الله وسوريا

"كيف يُعقل أن يؤيّد حزب الله نظاماً يذبح شعبه؟" هذا هو السؤال الذي يردّده عليّ أصدقاء عرب في باريس ممّن بدّلوا مواقفهم من النظام السوري مؤخّراً بعد اقتناعهم بزيف كلام المؤامرات والسلفيّات، وبعد أن أذهلتهم مناظر القتل والوحشية المتسرّبة من سوريا حيث يؤكّد النظام كل يوم قدرته و"شبّيحته" على التنصّل الكامل من أي أثر للإنسانية.

Tuesday, July 26, 2011

من وحي الثورة - 3

يزداد ارتباك بعض اللبنانيين تجاه الوضع في سوريا بعد تصاعد الثورة وتمنّعها على القهر رغم بربرية النظام في التعامل معها ورغم الصمت العربي والدولي المشين تجاهها.
واللبنانيون هؤلاء، درجوا على ادّعاء نزاهة واستقامة في المواقف لا هوادة فيها. فإذا بهم مع انطلاق الانتفاضات في درعا ثم بانياس ودوما يختبئون في صمتهم تجاه ما يجري خلف إسلامية مزعومة للتحرّك تارة وخلف صمت لبنانيين آخرين تجاه ما جرى في البحرين من قمع شنيع تارة أخرى، وخلف مشاريع إمبريالية تدير الدفّة أو أدوار منسوبة لشخصيات سورية من ماض بائد تارات وتارات. وقد كان رهانهم، كما ذكر أحدهم في آذار الماضي، أن تُخمَد الثورة بسرعة. ظنّوا أن حرجهم لن يدوم أكثر من أيام أو أسابيع تَخنق فيها أجهزة السلطة السورية الحراك الشعبي، فيطوون صفحة الحرج ويعودون الى ممارسة تبجّحهم بالثورة المصرية وبالربيع العربي و"أزهاره" (رغم أن لا شبه بين ما يُرفع في هذا الربيع من شعارات تكاد تكون محصورة بالحرية والكرامة والمواطنة وبين شعاراتهم ومناطحاتهم الورقية للإمبريالية).

Tuesday, July 19, 2011

من وحي الثورة السورية -2

لا شيء يدفع للكتابة هذه الأيام أكثر من أخبار الثورة السورية. ففيها تتدافع المواضيع وتتكثّف المشاعر، وفيها أيضاً تتجدّد السياسة ويُعاد تعريف الأولويات وتظهير معاني الحرية. الحرية التي يستعدّ السوريون والسوريات لبذل حياتهم في سبيل انتزاعها وفي سبيل تنفّسها وطرد الكابوس الذي أطبق عليهم وعليها.
في ما يلي، خطرات ثلاث من وحي الثورة.

Tuesday, July 12, 2011

من وحي الثورة السورية

تبعث الثورة السورية أملاً جميلاً وتفاؤلاً مبرّراً بانتصار قريب لشموخ الحرية. وهذا في ذاته، يثير كل يوم شعوراً بالاعتزاز والثقة يبدّد قلق مساء الخميس على حجم التحرّكات في اليوم التالي، ولو أنه لا يمنع الحزن والأسى عند وصول أخبار الاعتقالات ورؤية الدماء تسيل غزيرة في الساحات.
في النص التالي، ثلاث ملاحظات سريعة من وحي الثورة.

Tuesday, July 5, 2011

"لايك الحرية"

لعل أبرز ما اخترعه الفايسبوك هو ذاك النقر على رابط "لايك" للتعبير عن إعجاب أو تقدير أو محبّة أو تعاطف أو أخذ علم أو لياقة أو كل ما ورد مجتمعاً. ورابط "اللايك" الصغير هذا يجوز استخدامه تجاه "صفحة" لشخص أو لقضية أو لكتاب أو مناسبة. كما يجوز اللجوء إليه عند الوقوع على صورة أو عقب قراءة تعليق أو نص أو حتى تعليق على التعليق أو النص. وهو يصير بعد أيام من كثرة استخدامه إدماناً، إذ يشعر الواحد برغبة ملحّة بوجوده في حوزته طول الوقت يضغط عليه سراً أو يستلّه فجأة إن أعجبه شيء أو شخص أو صوت أو كلمة أو أمر ما في الطريق أو البيت أو الجامعة أو المقهى أو أي مكان آخر. أكثر من ذلك، يمكن للفرد أن يتخيّل مجتمعاً بحاله مسلّحاً بروابط "اللايك" يضغط عليها يميناً ويسارا، ويطلقها في احتفالات تترجم "ميدانياً" المشتركَ في المشاعر والانفعالات.

Sunday, June 26, 2011

أشكال جديدة للتعاون في المتوسط؟

يهدف هذا النص - وهو مساهمتي المكتوبة قبل 3 أشهر في كتاب صدر حديثاً حول أوروبا وشمال أفريقيا بعد الربيع العربي - إلى تقديم بعض الأفكار والاقتراحات حول سبل دعم الاتحاد الأوروبي للتحول الديمقراطي في العالم العربي عامة، وفي دول شمال أفريقيا خاصة.
يحاول النص قبل الخوض في ذلك عرض الواقع الجديد الذي تعيشه المنطقة العربية منذ عدّة أشهر.
For English version of this text (New forms of cooperation in the Mediterranean?), click here

Tuesday, June 21, 2011

متآمرون وجراثيم

يمكن استعراض الكثير من علامات التشابه بين الحكّام العرب، المخلوعين أو المُقبلين على خلع. فجميعهم اعتمدوا شعار "الى الأبد"، وجميعهم استقووا بأجهزة عسكرية أو مخابراتية أو مذهبية أو قبلية أو مالية لبناء سلطانهم، وجميعهم شيّدوا (أو ورثوا) منظومات "قمع رمزي" قادرة على التحوّل في أي لحظة الى "القمع الفعلي" لإدامة سطوتهم. وجميعهم جهدوا لتحطيم العلاقات السياسية في أوطانهم ولتدعيم شبكات الفساد الموالية لهم توسيعاً لقواعدهم الاجتماعية. وجميعهم، كذلك، تصرّفوا بوصفهم زعماء معشوقين يردعون عبثاً الرغبات الجماهيرية الجامحة في وهبهم الأرواح والدماء.

Tuesday, June 14, 2011

بَطَلٌ إبنُ بَطَل

في تعليق معبّر وطريف له على بيان الحزب الشيوعي السوري (الصادر قبل أيام)، قال الصديق العزيز الكاتب ياسين الحاج صالح: "بطلٌ إبن بطل من يقرأ البيان لِلآخر".
والحقّ أن اشتراط البطولة أو توارثها الجيني لإنجاز فعل القراءة المذكور إذ يبدو سخرية أنيقة ومكثّفة من ياسين، يصبح توصيفاً دقيقاً إن حاول المرء اختبار قدراته وتجرّأ على الخوض في البيان حتى سطره (رمقِه) الأخير.

Wednesday, June 8, 2011

خَوفان

ثمة خوفان يجري التسويق لهما في سوريا، أو ربطاً بأحداثها وبثورة شعبها.

الأول هو خوف "الأقليّات". وهو خوف تحوّل اليوم من خشية مشروعة من الاضطهاد والتهميش في منطقة تذوق طعم الاستبداد منذ زمن بعيد الى ما يشبه الدعوة للتنكيل بالأكثرية ودعم "الأقلّويين" المنكّلين بها بحجة القلق على المصير إن هي حكمت! المطلوب صار إذن بحسب هذا المنطق، الدفاع عن نظام يسحق أكثرية الناس بحجّة أنهم إن نجحوا في نيل حقوقهم وفي تكوين سلطة شرعية تنبع من إرادتهم، فستكون "الأقليات" في خطر.

Tuesday, May 31, 2011

جردة حساب سريعة في ذكرى سمير

تحلّ في الثاني من حزيران الذكرى السادسة لاغتيال سمير قصير.
تحلّ الذكرى هذه السنة في ظرف استثنائي لم تشهده منطقة "الشقاء العربي" من قبل. ثورات وانتفاضات وجيلٌ جديد يختار طريق الحرية، ويبذل الدم والعرق في سبيلها. حكّام مستبدّون هربوا من قصورهم الرئاسية وآخرون على الطريق، وحديث عن الإصلاح والتغيير يُسمع للمرة الأولى على طول الخارطة العربية، في ظل بدء انتقال الانتماء العربي من طور الأدبيات القومية – المستقاة من أفكار القرن التاسع عشر وعصبياته - الى طور المشاعر الانسانية النبيلة والبحث في قضايا المستقبل ومشاغله المشتركة.
ولا شك أن سوريا تحتل وسط هذا الظرف موقع القلب. ذلك أن إسقاط النظام الاستثنائي الإجرام والفساد فيها من قبل الشعب الاستثنائي الشجاعة والعزيمة سيحرّر المنطقة ليس من كابوس الاستبداد فحسب (كما جرى في مصر وتونس)، بل من هذا الكابوس معطوفاً على آخر يبزّه وضاعة هو كابوس الرياء والسطو على القضية الفلسطينية وقضايا الاستقلال وتحويلها مواد تبرير للتعذيب والقهر والظلامية والاغتيال داخل سوريا وفي محيطها... وهو الكابوس الذي دفع سمير ثمن التصدّي له، إذ حرمه من استكمال عمره.

Wednesday, May 18, 2011

مسيرة العلمانيين 2

ليس مستغرباً أن يتراجع حجم مسيرة العلمانيين الثانية مقارنة بسابقتها، ويجب ألا يكون الأمر محبطاً لدعاتها ومنظّميها. ذلك أن أمرين أساسيين حصلا منذ مسيرة العام الماضي أفقداها بعضاً من وهجها و"فرادتها".

Friday, May 6, 2011

La Syrie, quand les intellectuels s'engagent

La journée « Vendredi du défi » en Syrie a donné lieu à de nouvelles violences du régime contre les manifestants. Selon plusieurs opposants, militants des droits de l'homme, on compterait une vingtaine de morts et des blessés. Les manifestations avaient été interdites par le ministère de l'intérieur. Quinze personnes auraient trouvé la mort à Homs, ville située à 160km au nord de Damas. De son côté, l'agence de presse officielle du régime, Sana, a annoncé la mort d'un officier et de quatre policiers, tués selon l'agence par un groupe armé. Six personnes auraient par ailleurs été tuées par balles à Hama. A Deraa, d'où étaient parties les premières manifestations, la journée a été relativement calme, l'armée syrienne ayant annoncé son retrait de la ville. Dans la banlieue de la capitale Damas, des chars avaient été déployés pour éviter les manifestations. En début d'après-midi, la police secrète avait en outre arrêté Riad Seif, un des chefs de l'opposition syrienne, selon des militants des droits de l'homme présents dans la capitale.
Par Nadia Aissaoui et Ziad Majed pour Mediapart.fr

Thursday, May 5, 2011

حوار مع فاروق مردم بيك وبرهان غليون وصبحي حديدي: إصلاح النظام الاستبدادي مُتعذّر وإرادة التغيير الشعبي تتجذّر

تتواصل المظاهرات والانتفاضات الشعبية في سوريا منذ خمسة أسابيع مطالبةً بالحرية والديمقراطية، وتصل شعاراتها منذ أسبوعين الى حدّ المطالبة بإسقاط النظام. وفي الأيام الأخيرة اتّسعت رقعة التظاهر لتشمل بلدات ومدن في أغلب المناطق السورية ساحلاً وشرقاً ووسطاً وجنوباً. وقد ردّت السلطات منذ اليوم الأول على هذه التحرّكات بعنف شديد ومتصاعد أدّى الى سقوط مئات القتلى واعتقال المئات الآخرين. كما ردّت بحملة إعلامية تقوم على اتهام "الخارج" بالتآمر على سوريا واستقرارها وتبرير اعتمادها الحل الأمني بوصفه التعامل الوحيد المناسب.
في ظل هذا الحراك، وأمام الشجاعة الاستثنائية التي يظهرها الشعب السوري في مواجهة آلة استثنائية الشراسة، يتطارح المعنيون أسئلة عدة حول ما يجري، أسبابه ومساراته، أطرافه وخصائص علاقاتهم في بلد تعدّدي التركيبة الدينية والإثنية يحكمه نظام ظنّ كثر أنه سيكون استثناءً بين الأنظمة العربية في ربيع التحوّلات الذي نشهد منذ كانون الأول الماضي.
الحوار التالي هو محاولة لشرح الوضع في سوريا اليوم ولتشريح بنية النظام الحاكم وسياساته، وهو لقاء مع ثلاثة من أبرز المثقفين السوريين (والعرب) المعارضين المقيمين في المنفى الباريسي، المؤرّخ والناشر فاروق مردم بيك، الأستاذ الجامعي برهان غليون، والناقد الأدبي والكاتب السياسي صبحي حديدي.
  حوار أجراه زياد ماجد، "لوريان ليترير"، عدد أيار 2011 

Monday, May 2, 2011

عن مصرع بن لادن

بعد حوالي عشر سنوات على جريمة 11 أيلول المروّعة، قتلت القوات الأميركية الخاصة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة المسؤول عن الجريمة والمموّل لها. هكذا، ثأر الأميركيون من قاتل الألوف منهم، فقتلوه.
يمكن طبعاً القول إن القبض على الشيخ أسامة وإحالته الى محكمة وإنزال القصاص فيه بوصفه مجرماً ضد الإنسانية كان من وجهة قانونية أكثر عدلاً. لكن ذلك، على وجاهته، لم يعد ذا قيمة، إذ أن الرجل صُرع والأنسب اليوم التركيز على شؤون ثلاثة مرتبطة به وبما تأسّس على فعلته من مصائب من جهة، وبموقعه وموقع تنظيمه في المشهد العربي الراهن من جهة ثانية.

Friday, April 29, 2011

Bahreïn: le royaume oublié


Alors que les massacres commis par le régime de Bashar El-Assad en Syrie sont aujourd’hui les événements les plus préoccupants dans la région; que la situation en Libye ne cesse de se complexifier; que le Yémen semble se préparer à entamer une nouvelle étape avec le départ probable de Ali Abdallah Saleh; le Bahreïn connaît des événements dont l’importance est éclipsée par l’actualité arabe dominante... Les derniers mois ont été rythmés par une contestation populaire réprimée par les « services de sécurité nationale » et par une intervention militaire saoudienne venue au secours du régime de Manama qui accuse l’Iran d’orchestrer une tentative de renversement. Par Nadia Aissaoui et Ziad Majed pour Mediapart.fr

Tuesday, April 26, 2011

حججٌ... لدعم القتل في سوريا

يردّد بعض المثقفين والناشطين اللبنانيين من رافضي التضامن مع الشعب السوري في مواجهة القمع الإجرامي الذي يتعرّض له على أيدي النظام القابض على سوريا منذ العام 1970، أربع حجج مختلفة لتبرير رفضهم.

Friday, April 22, 2011

Les réseaux sociaux virtuels: une révolution dans la révolution

Les révolutions qui ont essaimé dans le monde arabe ont participé à une redéfinition des réseaux sociaux en les transformant en plateformes d’organisation de manifestations et de rassemblements, en lieu d’échange d’écrits politiques, de tracts et de films/images interdits. Une toute nouvelle conception du politique a vu le jour à partir de l’espace virtuel.
Comment ces révolutions ont-t-elles contribué à transformer et donner cette nouvelle dimension à facebook, Twitter et Youtube ? Par Nadia Aissaoui et Ziad Majed pour Mediapart.fr

Wednesday, April 20, 2011

الساركوزية في السياسة الشرق أوسطية: إسرائيل والأمن والأعمال

يُعدّ كتاب "ساركوزي في الشرق الأوسط"[1] الصادر عن دار سندباد ومؤسسة الدراسات الفلسطينية أواخر العام 2010 وثيقة سياسية تعرض لعلاقات فرنسا الشرق أوسطية في الحقبة الساركوزية الراهنة. والكتاب الذي سطّر مقدّمته وجمع نصوصه المؤرّخ السوري فاروق مردم بيك هو أول جهد جماعي يحلّل مواقف الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي عربياً وفلسطينياً وإسرائيلياً منذ وصوله الى الرئاسة عام 2007.

Tuesday, April 19, 2011

عرب، تويتر، فايسبوك ويوتيوب

يحقّ للجيل الجديد من المواطنات والمواطنين العرب (وقبلهم الإيرانيين) أن يتباهى بأنه أعطى لمواقع التواصل الاجتماعي ولبعض الفضاءات الافتراضية على الشبكة العنكبوتية وظائف ومعاني لم تكن على الأرجح ببال من صمّمها أو اخترعها.

Friday, April 15, 2011

Egypte et Yémen: De la révolution et de la reconstruction de l'Etat

En Egypte, où la révolution est parvenue à destituer le président Moubarak, tout comme au Yémen, où les opposants disent s’apprêter à voir le prédisent Saleh partir, les débats sur les enjeux, les défis et les alliances «post-despotisme» occupent la scène publique et divisent les acteurs politiques et les intellectuels.
L’article ci-dessous, met en perspective  quelques éléments reliés aux débats et enjeux actuels. Il s’inspire de discussions  qui se sont tenues à Beyrouth lors d’une table ronde organisée par le Réseau Arabe d’Etude de la Démocratie regroupant des chercheurs et des activistes de plusieurs pays arabes dont l’Egypte et le Yémen. Par Nadia Aissaoui et Ziad Majed pour Mediapart.fr 

الحرية لسوريا


بيان لكتّاب وفنانين وناشطين ومثقّفين من سوريا ولبنان ومصر وفلسطين والمغرب وتونس والعراق

"لا يسعنا المضيّ في الصمت عن الطريقة الوحشية، التي تخالف كل شرائع حقوق الإنسان، والتي تتعامل بها السلطات الديكتاتوريّة في سوريّا مع الحركة السلميّة والمدنيّة المعبّرة عن توق السوريّين إلى حياة حرّة كريمة.
فأعمال القتل والترهيب والاعتقال العشوائيّ، المصحوبة بإفراط في الدعاية الكاذبة والمفبركة التي تحتقر العقل، كلّ عقل، إنّما تبرهن أنّ النظام السوريّ لم يتعلّم شيئاً من تجارب الأنظمة التي سبقته إلى التهاوي.
لقد اختار النظام المذكور الحلّ القذّافي لتجاوز مأزقه، من دون أن يتنبّه إلى أنّ الحلّ المذكور لا يحلّ شيئاً، بل يعمّق مأزقه ذاته ويقضي على ما تبقّى من شرعيّته الهزيلة أصلاً، فيما يزيد عذابات الشعب السوريّ ومراراته، ويعرّض خيرة أبناء سوريّا لقسوة ظالمة لا يستحقونها ولا يستحقّها أيٌ كان.
فهذه الطريق التي يسلكها النظام، بما فيها من تجريم الحركة الشعبيّة وتخوينها بلغة تآمريّة مبتذلة وممجوجة، لا تفعل سوى إضعاف سوريّا التي يزعم النظام أنّه يدافع عن مناعتها وقوّتها.
ولن يكون ممكناً، في آخر المطاف، الوقوف في وجه شعب أثبت، المرّة بعد المرّة، أنّه مصرّ على التضحية للوصول إلى الحرّيّة والكرامة، شأنه في ذلك شأن الشعوب الحرّة والكريمة كافّة. كما لن يكون إلاّ عبثاً توهّم إبطاء المستقبل الذي تتّجه نحوه بلدان الأرض قاطبة بقوّة الماضي.
ونحن، إذ نعلن وقوفنا الكامل إلى جانب الحركة الشعبيّة السوريّة ومطالبها الديمقراطيّة، نطالب بتقديم كلّ دعم سلمي يمكن تقديمه لها، وأوّل الدعم الكفّ عن هذا التعتيم الإعلاميّ الذي يستهدفها.
فسوريّا حرّة وديمقراطيّة مكسب للسوريّين ومكسب للبنانيّين أيضاً، فضلاً عن كونها مكسباً للحريّة والديمقراطيّة في كلّ أنحاء المعمورة".

Thursday, April 7, 2011

Du soulèvement populaire en Syrie


A l’Affût des révolutions : en Syrie, la peur a changé de camp


Depuis le 15 mars 2011, des manifestations secouent plusieurs villes syriennes. A la surprise de beaucoup d’observateurs, la Syrie n’a pas incarné l’exception du printemps arabe malgré le climat de terreur permanent y régnant, l’état d’urgence imposé depuis 1963, les souvenirs des massacres perpétrés par l’armée et les troupes d’élites dans la ville de Hama en 1982 (coutant la vie à près de 20.000 personnes), l’existence de centaines de prisonniers politiques, et l’exil forcé de milliers de syriens. Par Nadia Aissaoui et Ziad Majed pour Mediapart.fr

Tuesday, April 5, 2011

كأنهم بيننا

في ظل التعتيم الإعلامي الذي تمارسه بعض الفضائيات العربية من جهة، وفي ظل منع النظام وأجهزته الرقابية التغطية المستقلة لكل ما يتعلّق بانتفاضة المدن والبلدات السورية من أجل الحرية من جهة ثانية، يبقى "اليوتيوب" وما يُحمّل عليه من أفلام تلتقطها هواتف المتظاهرين المحمولة وسيلتنا الوحيدة للنظر الى الداخل السوري، وللإنبهار أمام شاشة الكمبيوتر بالشجاعة الأسطورية التي يسطّرّها أبناء درعا واللاذقية ودوما وحمص وحماه ودمشق وسائر المناطق التي نفض أهلها غبار الرعب والصمت عنها. ويبقى "اليوتيوب" كذلك وسيلتنا الوحيدة لنكون شهوداً على الدم المُراق والأحلام المخنوقة، والإرادات الرافضة لإسدال المشهد على موت ودفن، المحوّلة كل وداع وجنازة الى قيامة جديدة وحشد جديد وأمل أكبر من ذلك الذي أصابته الطلقات وهي تصرع طلائع حمَلَته.

Thursday, March 31, 2011

الصمود والتصدّي

بحسب الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط


Wednesday, March 23, 2011

ازدواجية المعايير اللبنانية تجاه ثورات العالم العربي

ما من فارق بين التطلّعات للعيش بحرية وبكرامة بين بلد وجاره. وما من فارق بين توق شعب وآخر للتحرّر من نير الاستبداد الجاثم فوق صدوره.
وحتى لو اختلفت الظروف بين المجتمعات، وهي حكماً مختلفة، إلا أن حقوق الإنسان لا تختلف، والانحياز الى الديمقراطية لا يتبدّل.

Monday, March 7, 2011

في يوم المرأة - النساء في الربيع العربي

يحلّ "اليوم العالمي للمرأة" في منطقتنا العربية هذه السنة، في ظروف لم نشهد لها مثيلاً منذ عقود طويلة. ظروف تحوّلات اجتماعية وسياسية كبيرة، وظروف إسقاط منظومات استبداد وفساد ورقابة. كما يحلّ وسط استمرار تحرّك مئات الألوف من المواطنين والمواطنات في أكثر من دولة من أجل انتزاع حريّتهم أو استرداد كامل حقوقهم المنهوبة.


Friday, March 4, 2011

Du despotisme... et du printemps arabe

Partant d'une fable qui traite de certains instruments du despotisme, Ziad Majed - qui dédie ce texte à Samir Kassir - déconstruit les principes de la tyrannie. Une déconstruction qui a commencé en Tunisie et en Égypte.
Lire le texte dans l'Orient Littéraire.


Tuesday, March 1, 2011

تحوّلات... وشعور جديد

لمراقب لأحوال العالم العربي أن يقول هذه الأيام إن سقوط حكّام مستبدّين وأنظمة فاسدة واضطرار أخرى الى المباشرة بإجراءات وإصلاحات كانت ترفضها منذ سنين ليس سوى رأس جبل الجليد. ذلك أن التحوّلات العربية عميقة في الكثير من البلدان، وليست الهبّات الشعبية سوى واحدة من علاماتها، ولو أنها العلامات الأكثر إثارة والأكثر أهمّية في المسارات السياسية المباشرة. 

Tuesday, February 22, 2011

المهرّج القاتل

كان كثر يظنّون أن العقيد معمّر القذاقي صار أقرب الى الدكتاتور المهرّج منه الى الدكتاتور الدموي، منذ أن استتبّ له الحكم بعد أن نجا من أكثر من انتفاضة عسكرية وقبلية في الداخل، وبعد أن تصالح مع دول الغرب الكبرى واستثمر بمليارات الدولارات فيها ودفع عشرات المليارات الأخرى لمصانعها وحكوماتها شراءً لأسلحة ومنشآت وتعويضاً عن جرائم تفجير طائرات وحانات سبق وارتكبها نظامه...

Monday, February 21, 2011

On Democratic transitions and Islamists in the Arab World

An Interview with Ziad Majed
To get a better perspective on the prospects for democracy in the Middle East, GonePublic’s author, Noelle McAfee, interviewed Lebanese intellectual and activist Ziad Majed, who has been working with other Arab researchers and activists for the past ten years to elaborate a regional democracy agenda. More recently he helped found the Arab Network for the Study of Democracy, which brings together researchers and activists from Bahrain, Yemen, Jordan, Lebanon, Egypt, Algeria and Morocco to study democratic transitions and raise democratic awareness. Majed left Lebanon in September 2005 and now teaches Middle Eastern Studies at the American University of Paris. He regularly visits Beirut and other Arab capitals.

Wednesday, February 16, 2011

القاموس العاشق لفلسطين: مرايا الياس صنبر وأصدقائه، وسيرة بلاده الناطقة بالباء

ينسج الياس صنبر[1] من حروف قاموسه "العاشق لفلسطين"[2] عدّة أبجديّات: أبجدية للغياب وللذاكرة، وأبجدية للصداقة، وأبجدية للمكان وقصصه وفنونه وسيرة أهله أفراداً وجماعات، فيأتي كتابه انتقاءً لنتف من تاريخ نجد فيه وطناً وقضايا وأصدقاء وضحكاً وشعراً وفقداناً وهجرات. تاريخ هو أشبه بالمرايا، مرايا الكاتب الفرد وأمزجته وثنايا ثقافته ولغته، ومرايا بلاده الساطعة الحضور رغم غيابها.

Monday, February 14, 2011

Ziad Majed à « L’OLJ » : Après la Tunisie et l’Égypte, je ne peux que penser à Samir Kassir, martyr du printemps arabe

INTERVIEW Par Michel HAJJI GEORGIOU, L'Orient Le Jour, 14/02/2011

Les soulèvements populaires en Égypte et en Tunisie, qui ont débouché sur des bouleversements drastiques, provoquant la chute des présidents en exercice, sont, à n'en point douter, une source de profonde réflexion pour nombre d'intellectuels libanais et arabes. Politologue et auteur de plusieurs articles et études sur le Liban et la région, Ziad Majed analyse, dans une interview accordée à L'Orient-Le Jour, la portée historique et sociopolitique des deux révolutions blanches en Égypte et en Tunisie, et leur possible impact sur la région. Il évoque à cette occasion le souvenir de Samir Kassir, qui appelait dans la foulée de l'intifada de l'indépendance de 2005 à Beyrouth à l'extension du phénomène de la révolution du Cèdre dans le monde arabe et qui, à ce titre, a été en quelque sorte le précurseur des mouvements de contestation populaire dont le monde arabe est le théâtre aujourd'hui.

Tuesday, February 8, 2011

عمر أميرالاي

لم يكن أحد ينتظر من صاحب "الطوفان في بلد البعث" أن يرحل في هذه اللحظات التاريخية التي يعيشها عالمنا العربي، والتي وقّع وأصدقاؤه من المثقفين السوريين بياناً شجاعاً، على عادتهم، احتفاءً بها وتأييداً لصانعيها وتطلّعاً لتوسّعها وانتشارها.
لم يكن أحد يتوقّع أن يطوي السينمائي المبدع كاميراه وأن يأخذ معه مشاريع صوره وأضوائه وكلماته وينسحب.


Sunday, February 6, 2011

كسر جدار الخوف وأسئلة التحوّلات المقبلة

يتطلّب استخلاص العبر مما جرى في تونس ومصر مزيداً من الوقت، خاصة إن أردنا التمييز بين التجربتين والمقارنة بين أسبابهما وأشكالهما. كما يتطلّب الحديث عن مؤدّياتهما بعض الهدوء نظراً لانطلاق مسارات ما زالت متعرّجة وشائكة ويمكن أن تشهد الكثير من الانعطافات الخطيرة في الأيام والأسابيع المقبلة.

Tuesday, February 1, 2011

نهاية "الى الأبد"؟

ثمة حقائق في المشهد العربي شديدة البساطة وحادة التعبير تغني أحياناً عن جوانب عدة من التحليل السياسي ولو أنها بالطبع لا تختصره.
فأي مراقب للمشهد العربي، بمعزل عن الاختلافات المحدودة أو العميقة في ثناياه وتفاصيله وفي رؤوس أهرامه، لا يمكنه غير التوقف عند بعض التواريخ الفظة المظهّرة كمّاً من علامات الجمود والتعفّن السائدة. وهذه بعض الأمثلة.

جبهة التحرير الوطني تحكم الجزائر منذ العام 1962، ومعمر القذافي يحكم ليبيا منذ العام 1969، والأسدان الأب والأبن يحكمان سوريا منذ العام 1970، وعلي عبد الله صالح يحكم اليمن منذ العام 1978، وحسني مبارك يحكم مصر منذ العام 1981، وعمر البشير يحكم السودان – أو ما تبقى منه – منذ العام 1989. وكان زين العابدين بن علي حاكماً لتونس منذ العام 1987 وحتى الشهر الماضي حين خلعه التونسيون، كما كان صدام حسين جاثماً على صدور العراقيين منذ العام 1979 وحتى العام 2003 حين أطاح به الأميركيون. وهذا طبعاً دون أن ننسى الملوك والسلاطين والأمراء القابعين فوق عروشهم بوصفهم حكاماً، لا مجرّد رموز، منذ عقود.

Tuesday, January 25, 2011

فجور السلاح

لم يكن الأداء ال14 آذاري منذ نجاح انتفاضة الاستقلال في إنهاء هيمنة النظام السوري وجيشه على لبنان في نيسان 2005، مدعاةً دائمةً للتفاخر. فالتضحيات والصمود في وجه الاغتيالات والعبوات كما في وجه حملات الترهيب والتهديد والتخوين على أهمّيتها، لم تحجب الأخطاء الكثيرة التي ارتُكبت ولا الأوهام والأولويات المتعثّرة التي بُنيت.
مع هذا، وعند كل مفترق واستحقاق، لم يكن لمعنيّ باستقرارٍ وحرّيات وحياةٍ مدنية في لبنان، ولمتمسّكٍ باستقلال ولو بحدوده الدنيا في بلد يفتقد أبناؤه الى الإجماعات الوطنية، إلاّ أن يميل الى الخط العام ل14 آذار، ليس لمن فيها وما لها، بل لما تمثّله من مناخ عام متنوّع ومتعدّد، في وجه معسكر قوامه آلة عسكرية وتنظيمية حديدية بُنِي حولها حزب سياسي ومؤسسات اجتماعية وعقائدية. ولا يغيّر في ذلك، كون هذا المعسكر يملك حيثية شعبية كبيرة، أو أنّ فيه قوى متحالفة مختلفة في تكوينها وثقافتها عن "أخيها الأكبر"...

Tuesday, January 18, 2011

رياء

تثير احتفاليّات أطراف ومجموعات لبنانية تدور في فلك النظامين السوري والإيراني بالهبّة الشعبية في تونس مزيجاً من الشفقة والسخرية.
ذلك أن النظام التونسي المنهار، على دمامته وفساده وبوليسيّته الكريهة، يبدو نسخة باهتة عن الأصل السوري، وولداً فاشلاً إن قورن بالشقيق الإيراني الأكبر. وأَن يُهلّل لسقوطه من يصفّق ليل نهار لمن يبزّه على مختلف الصعد القمعية والزبائنية، ففي الأمر صفاقة لا تزيدها الاستشهادات بأبي القاسم الشابي إلا صفاقة.

Tuesday, January 11, 2011

موت يختصر واقعاً

تُوفّيت في سوريا منذ أيام السيدة أميّة عباس العبد الله بعد معاناة صحية يصعب فصلها عن المعاناة السياسية والإنسانية. فالسيدة أميّة هي زوجة الكاتب علي العبد الله عضو أمانة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي. وعلي معتقل في سجن عدرا منذ أربع سنوات لأنه بالتحديد كاتب وناشط في منبر سياسي سلمي يدعو للإصلاح وللتغيير. والسيدة أمية هي أيضاً والدة عمر علي العبد الله، المعتقل بدوره منذ سنوات خلف قضبان سجن صيدنايا بتهمة المشاركة في الحراك الشبابي المطالب بالحرية في سوريا، وهي كذلك والدة محمد علي العبد الله، الناشط الحقوقي الذي انتقل بعد منفاه اللبناني الى المنفى الأميركي الأبعد.
هي إذن مواطنة سورية ومربّية مسجون زوجها وابنها، ومنفي ابنها الآخر، وتهمة الثلاثة واحدة: المطالبة بالديمقراطية والعيش الكريم في بلدهم.