Tuesday, October 26, 2010

عنف... عنف

ينتشر العنف في لبنان مؤخّراً على نحو لم نشهده منذ انتهاء الحرب الأهلية. وهو يتّخذ عدة مظاهر.
- مظهر النزاع بين عائلات وعشائر في أكثر من منطقة ومناسبة، يشتبك أفرادها ويلجؤون أحياناً الى السلاح والى الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة، بلا وازع ولا رقيب ولا محاسب.
- مظهر الثأر الفردي والجماعي من أشخاص متّهمين بجرائم أو مدانين، على نحو مقزّز ومرعب وبعيد كل البعد عن فلسفة القانون التي تحصر المحاكمات وما قد يليها من إدانات وعقوبات بالمؤسسات والأجهزة المختصة. 


Tuesday, October 19, 2010

نجاد ومن سبقه

تذكّرنا إيران أحمدي نجاد، بشكل إطلالات نظامها خارجياً وكرمه ودعمه للحلفاء والأشقّاء وبحثه عن شوارع تصفّق له - مقابل شوارع طهران وجامعاتها التي ضاقت بمن ينادي بإسقاطه وبسرقته الانتخابات - بعدد من الحالات التي لم تتقادم الأيام على انهيارها أو تحوّلها الى هزل وفولكلور.
أول هذه الحالات وأهمّها، هو الاتحاد السوفياتي.
فالأخير، نصير شعوب العالم على ما كان يُقال، قدّم المساعدات والمعونات شرقاً وغرباً، وبنى أكبر أمبراطورية في العصر الحديث، مدجّجة بجيش أحمر صاروخي ونووي، منتشر في بلدان قريبة وبعيدة، وبإدارات تقدّم المنح لعشرات ألوف الطلاب ولحكومات وأحزاب حول العالم بأسره. لكنه نسي أن ثمة شعباً داخل حدوده المتناثرة يريد تحسين مستوى عيشه، ويريد الحرية ولا تغنيه خطابات المساواة والرفاقية عن حقوق الانسان المنتهكة عنده، ولا تحوّل الدعاية البرافدية أنظاره عن الفساد والزبائنية والاستبداد وعن مصادرة "المكاتب السياسية" برجالها الرماديين للسياسات والاقتصاد واحتكارهم معرفة مصالح "الجماهير" بعمّالها وفلاحيها وطلاّبها.

Tuesday, October 5, 2010

عدالة... وفتنة

تشي المواقف اللبنانية والسورية الرافضة للمحكمة الدولية (المختلطة) بأمرين أساسيّين.
الأول، إيثار قيم قروسطية، حيث العدل شأن خاص وحيث القتل والعفو لا يخضعان لقانون بل "لولاية دم" أو لسعة عضلات وكثافة نيران.
والثاني، اعتناق تصوّر تسطيحي هجين للعلاقات مع العالم، لا مكان فيه لغير المكائد والتآمر والكراهية.
في الأمر الأول، يركّز نقاش الرافضين حول فكرة بسيطة مفادها: ثمة قتل جرى، وكل بحث عن المسؤولين عن ملابساته سيؤدّي الى قتل إضافي والى فتنة وربما حروب. لذلك، على المعنيين أن ينسوا الدم والقتلى، وأن يقبلوا "بعدالة السماء" فيطووا الصفحة على "الأرض". وإن رفضوا، عليهم تحمّل تبعات الأمر ومواجهة المزيد من الدماء والحرائق.